¤ نص الاستشارة:
أنا رجل متزوج منذ عدة سنوات، وقد بدأ زواجي جيداً وأنجبت طفلين، وفي الأشهر الأخيرة إزدادت علي مشاكل العمل وأصبحت عنيفاً جداً، وبدأت في ضرب أطفالي، ولا أجد أي متعة مع زوجتي، وقد طردت من العمل لمعاملتي السيئة مع الناس،أحاول إصلاح نفسي ولكن لا فائدة... ماذا أفعل؟.
* الـــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم/ مشكلتك طارئة كما يظهر من سؤالك، مما يدل على أن الحال التي ذكرت لا تمثلك في الحقيقة، بل هي بسبب عوارض طرأت على حياتك، وعلاجك ليس التوبة فقط دون أن تبدأ بطرد تلك الطوارئ من حياتك، فإذا كنت قد التحقت بصحبة غير طيبة فبادر بالإنعتاق من حبالها الشائكة فهي أم الضلال، وإن كنت قد أوهمت نفسك ببعض الأحلام الشيطانية، فإطرد هذه الأوهام بالذكر والدعاء.
أخي: إن حياتك الحقيقية، هي في سعادتك مع أسرتك، وإستقامة سلوكك في عملك، فإذا كنت ذا فهم لواقعك كما يظهر من سؤالك، فبقي عليك أن تكون ذا عزيمة وإرادة قوية على المضي قدما في التغيير الواقعي، والثبات الذي يتطلب الآتي:
أولاً: الإخلاص لله تعالى في توبتك.
ثانياً: أن تحيط نفسك بالخيرين، يذكرونك إذا نسيت، ويعلمونك إذا جهلت، ويدفعون عنك الشبهات والشهوات بإذن الله.
ثالثا: العنف في السلوك لا يأتي إلا من البعد عن الجو الآمن في المساجد، والإحساس بالراحة، فإقترب من بيوت الله، وتحنن على أولادك، وعلى زوجتك، لتكون سكنك.
رابعا: أنت طبيب نفسك، والإرادة القوية الصلبة من سيماء الرجال، فلا تدع الضعف يتسرب إلى نفسك، فأنت قوي جدا، ولكنك لم تكتشف قوتك، فحاول أن تطلق هذا المخبوء في صدرك.. لا تدع الشيطان يسيطر على سلوكك، بل إستعذ بالله منه، وتحرك للتغيير ولا تنتظره، أعلن لمن حولك أنك تغيرت فعلا، وأنك لن تعود إن شاء الله، وأن عليهم أن يعينوك على نفسك، فإن عدت فإنك لست أول من عاد لمعصية تركها، فعد فورا إلى التوبة وإستغفر الله ولا تعجز.
خامسا: أنصحك بإستشارة أحد المختصين في الاستشارات النفسية والأسرية مباشرة، لتعرض عليه مشكلتك كلها، فرب معلومة لم تذكرها هنا هي مفتاح الحل.
وفقك الله وسدد خطاك، وأعانك على نفسك والشيطان والهوى.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.